قوله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} قال ابن عباس: لما شكا موسى إلى الله أمْر قارون أمر الله الأرض أن تطيع موسى، ولما أقبل قارون وشيعته قال موسى: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أعقابهم، ثم قال: خذيهم فأخذتهم إلى أوساطهم ثم قال: خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم، ثم قال: خذيهم فخسف الله بهم وبدار قارون وكنوزه. روى يزيد الرقاشي أن قارون لما أخذته الأرض إلى عنقه أخذ موسى نعليه فخفق بهما وجهه فقال قارون: يا موسى ارحمني، قال الله تعالى {يَا مُوسَى مَا أَشَدَّ قَلْبَكَ، دَعَاكَ عَبْدِي وَاسْتَرْحَمَكَ فَلَمْ تَرْحَمْهُ: وَعِزَّتِي لَو دَعَانِي عَبْدِي لأَجَبْتُهُ} روى سمرة بن جندب أنه يخسف بقارون وقومه في كل يوم بقدر قامة فلا يبلغ إلى الأرض السفلى إلى يوم القيامة.قال مقاتل لما أمر موسى الأرض فابتلعته قال بنو إسرائيل: إنما أهلكه ليرث ماله لأنه كان ابن عمه أخي أبيه فخسف الله بداره وبجميع أمواله بعد ثلاثة أيام.قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنُّواْ مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} فيه ثمانية أوجه:أحدها: معناه أو لا يعلم أن الله؟ رواه معمر عن قتادة.الثاني: أو لا يرى؟ رواه سعيد عن قتادة.الثالث: {وَلكِنَّ اللَّهَ} بلغة حمير، قاله الضحاك.الرابع: {وَإِنَّ اللَّهَ} والياء، والكاف صلتان زائدتان، حكاه النقاش.الخامس: {وَكَأَنَّ اللَّهَ} والياء وحدها صلة زائدة. وقال ابن عيسى بهذا التأويل غير أنه جعل الياء للتنبيه.السادس: معناه ويك أن الله ففصل بين الكاف والألف وجعل ويك بمعنى ويح فأبدل الحاء كافاً ومنه قول عنترة:ولقد شفى نفسي وأبْرأ سقمها *** قيل الفوارس ويك عنتر أقدامِالسابع: ويلك إن الله فحذف اللام إيجازاً، حكاه ابن شجرة الثامن: وي منفصلة على طريق التعجب ثم استأنف فقال كأن الله، قاله الخليل.{يَبْسُطُ الرِّزْقُ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} فيه ثلاثة تأويلات أحدها: معنى يقدر أن يختار له، قاله ابن عباس.الثاني: ينظر له فإن كان الغنى خيراً له أغناه وإن كان الفقر خيراً له أفقره، قاله الحسن.الثالث: يضيق، وهذا معنى قول ابن زيد.